لا بأس أن يكتب المسلم اسمه في طرة المصحف (جانبه) مخافة اشتباه مصحفه بغيره، فقد لا يناسبه إلا مصحفه المخصص له، ولا بأس أن يكتب بعض الفوائد على الهوامش كتفسير كلمة أو سبب نزول أو ما أشبه ذلك. logo    عيادة المريض سنة مؤكدة، وقد رأى بعض العلماء وجوبها. قال البخاري في صحيحه: باب وجوب عيادة المريض. ولكن الجمهور على أنها مندوبة أو فرض على الكفاية، وقد ورد في فضلها قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن المسلم إذا عاد أخاه المسلم لم يزل في خرفة الجنة حتى يرجع" رواه مسلم. (الخرفة: اجتناء ثمر الجنة) شريعة الإسلام شريعة واسعة كاملة، اشتملت على كل ما تمس إليه حاجة البشر، حاجة الذكور والإناث في الدنيا وفي الآخرة، فذكر الله تعالى نساء الدنيا وجعل لهن أحكاما، وذكر النساء في الآخرة وذكر ثوابهن كثواب الرجال المؤمنين، وفي هذا تمام العدل والحكمة الإسلام خير الأديان نظافة وآدابا، ولم يترك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأتباعه أمرا إلا بينه لهم، حتى آداب قضاء الحاجة وما يتعلق بها من التباعد عن النجاسات ونحو ذلك إن المسلم الملتزم بدين الله ، والذي سار على صراط الله المستقيم ، سيجد دعاة الضلال والانحراف؛ وهم واقفون على جانبي الطريق، فإن أنصت لهم والتفت إليهم عاقوه عن السير، وفاته شيء كثير من الأعمال الصالحة. أما إذا لم يلتفت إليهم؛ بل وجه وجهته إلى الله فهنيئا له الوصول إلى صراط ربه المستقيم الذي لا اعوجاج فيه ولا انحراف
shape
شرح كتاب العظمة المجموعة الثانية
148873 مشاهدة print word pdf
line-top
أسباب قوة الإيمان

...............................................................................


كيف يقوى الإيمان ما أسباب قوة هذا الإيمان؟ إن أسبابه النظر في آيات الله.
فأولا: التفكر في آيات الله تعالى وفي مخلوقاته العلوية والسفلية؛ لا شك أنها دليل واضح على كمال عظمة الله وجلاله وكبريائه، إذا تأملت في مخلوقات الله، وتأملت في آياته الكونية -العلوية والسفلية- تبين لك أن الذي خلقها قادر على كل شيء، بل لو تأمل الإنسان في نفسه لرأى في خلقه أعجب العجب، وعرف أن الله ما خلق جزءا من أجزائه عبثا، وأن كل شعرة أو كل أنملة في موضعها، وأنها من أعجب صنع الله تعالى.
ثانيا: النظر في كلامه سبحانه يعني هذا القرآن تأمله، والتفكر فيه وما فيه من القصص فإنه مما يقوي الإيمان ويرسخه في القلوب؛ لأنه كلام الله تعالى سيما إذا قُرِئَتِ التفاسير التي تمسك أهلها بالتفسير الصحيح وبالمعاني الصحيحة، وتجنب تفاسير المحرفين والمخرفين.
ثالثا: كثرة قراءة العلم النافع المتلقى عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن صحابته وعن علماء الأمة وسلفها، فإن قراءة ذلك والتعلم له مما يقوَى به الإيمان، ويرسخ في النفوس، وهذا من الأمور الظاهرة الجلية.
رابعا: كثرة الأعمال الصالحة فإنها مما تقوي الإيمان، إذا أكثر الإنسان من ذكر ربه ومن عبادته ومن دعائه، وأكثر من العبادات البدنية كالصلاة والصيام والصدقات وما أشبهها قوي بذلك إيمانه، وزاد يقينه.
كذلك أيضا من الأسباب أسباب قوة الإيمان البعد عن المحرمات، حماية النفس عن المحرمات صغيرها وكبيرها عن صغائر الذنوب وكبائرها، حفظ النفس وحفظ البدن والجوارح عن أية ذنب مما نهى الله تعالى عنه؛ وذلك لأن ربنا سبحانه ما حرمها إلا لأنها تضعف الإيمان، وتقلل من شأنه، فإن عقيدتنا أن الإيمان ينقص بالمعاصي ويزيد بالحسنات، فإذا عمل الإنسان عملا صالحا قوي إيمانه، وإذا عمل سيئا ضعف إيمانه، فعليك أن تحرص على هذه الأشياء التي يقوى بها إيمانك، ويزداد بها يقينك، ثم تختبر نفسك، فإن لقوة الإيمان علامات ظاهرة وهي: التمسك بالدين، والعض عليه بالنواجذ، والاستمرار عليه في هذه الحياة، والتمسك بالسنة النبوية إلى الممات، متى كان كذلك فإنه ممن كمل إيمانه؛ من ذلك: الإيمان بما أخبر الله تعالى به، فإنه أخبر بملائكته الذين خلقهم لعبادته، فإذا آمن العبد بأن الله خلق الملائكة ومن سمى منهم سمى مالكا خازن النار ، وسمى جبريل و ميكائيل و ميكال في القرآن، فيؤمن العبد بأن الله تعالى خلق الملائكة، وأنهم كما وصفهم الله في قوله تعالى: وَمَنْ عِنْدَهُ لَا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَلَا يَسْتَحْسِرُونَ يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لَا يَفْتُرُونَ هناك من الفلاسفة من أنكروا وجود الملائكة، وذلك لأنهم لا يصدقون إلا بالأشياء المحسوسة التي يدركونها بأعينهم، أو يمسونها بأيديهم، فلما لم يمسوها قالوا: ليس هناك من يسمى ملائكة، أو ادعوا أن الملائكة هي الأرواح أرواح نوع الإنسان بعدما تخرج، وكل ذلك تكذيب بما أخبر الله.
أما المؤمن فإنه يجزم بما أخبر الله تعالى به، ويكون ذلك دليلا على قوة إيمانه. والآن نواصل القراءة.

line-bottom